المورينجا: كنز الطبيعة بفوائد لا تحصى – دليل شامل للاستخدامات والاحتياطات

تعرف شجرة المورينجا، أو البان الزيتي، أو الشوع، بأسماء عديدة، ولكن شهرتها الأوسع جاءت من أفريقيا حيث لقبت بـ “شجرة المعجزة”. هذا اللقب لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لفوائدها الطبية الكبيرة، وسرعة نموها، وتكلفتها المنخفضة، مما جعلها مصدرًا قيمًا للغذاء والدواء. تنتمي المورينجا إلى عائلة كبيرة، ولكن أشهرها وأكثرها استخدامًا هي شجرة المورينجا أوليفيرا.

تتميز المورينجا بتركيبتها الغذائية الغنية والمتنوعة، فهي تحتوي على بروتينات، وفيتامينات، ومعادن، ومضادات أكسدة قوية، تعمل جميعها بتناغم لدعم صحة الجسم وعلاج العديد من الأمراض. ومع ذلك، يجب أن نكون على دراية ببعض الآثار الجانبية المحتملة عند استخدامها.

لم تكن المورينجا غريبة عن الحضارات القديمة، فقد استخدمها الهنود في طب الأيورفيدا، وكذلك الرومان، والمصريون، واليونانيون. كانوا يعتمدون على بذورها لعلاج آلام المعدة، والقرحة، وآلام المفاصل، وضعف البصر. أما الأوراق والسيقان، فكانت تستخدم لمكافحة فقر الدم، والتوتر، والتهاب الشعب الهوائية، والكوليرا.

ما هي الفوائد الصحية التي تخبئها المورينجا؟

تتعدد فوائد المورينجا نظرًا لغناها بالعناصر الغذائية الأساسية. إليك نظرة على أهم هذه الفوائد وتطبيقاتها:

المورينجا وصحة الجهاز الهضمي

تعتبر المورينجا حليفًا قويًا لصحة المعدة، حيث تساعد في علاج اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة مثل الإمساك، والتهاب المعدة، والتهاب القولون التقرحي. يعود هذا التأثير إلى احتوائها على نسبة عالية من فيتامينات ب التي تعزز عملية الهضم. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك المورينجا خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يساعد في الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، كما أنها تعمل كمضاد للالتهابات.

المورينجا ودعم صحة الأعصاب

تساهم المورينجا في الحفاظ على صحة الأعصاب والقدرات المعرفية بفضل خصائصها القوية المضادة للأكسدة. كما أن وجود فيتامين ج وفيتامين هـ يساعد في تقليل تلف الأعصاب الناتج عن الإجهاد التأكسدي. وقد تبين أن مستخلص المورينجا يمكن أن ينظم مستويات النواقل العصبية المسؤولة عن المزاج، والذاكرة، والصحة العقلية. وهناك بعض الدراسات التي تبحث في دور المورينجا في علاج مرض الزهايمر.

المورينجا وتقوية العظام

تعتبر المورينجا مصدرًا غنيًا بالكالسيوم، والفوسفور، والمغنيسيوم، وهي معادن ضرورية للحفاظ على عظام قوية وصحية. كما تحتوي على الحمض الأميني الليسين الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم بشكل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، تساهم مركبات الفلافونويد الموجودة في المورينجا في الوقاية من هشاشة العظام عن طريق تحفيز الخلايا المسؤولة عن بناء العظام. ومن فوائد المورينجا الأخرى للمفاصل تخفيف الآلام المصاحبة لالتهاب المفاصل بفضل خصائصها المضادة للالتهابات.

المورينجا وخسارة الوزن الزائد

يشاع أن المورينجا يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن من خلال زيادة حساسية الجسم للأنسولين وموازنة الهرمونات. وقد أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات والبشر والتي تناولت مكملات غذائية تحتوي على المورينجا أو مسحوق المورينجا نتائج واعدة في هذا المجال. كما أن شاي المورينجا قد يساهم في إنقاص الوزن عن طريق تحفيز عمليات الأيض وحرق السعرات الحرارية، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وزيادة مستويات الطاقة.

المورينجا وجمال البشرة

تحافظ المورينجا على صحة البشرة بفضل محتواها العالي من مضادات الأكسدة والفيتامينات المتنوعة مثل فيتامين أ، وفيتامينات ب، وفيتامين ج. هذه العناصر تعزز مرونة الجلد ورطوبته، وتحسن ملمسه، وتحميه من الأضرار البيئية وأشعة الشمس. كما أن وضع زيت المورينجا على البشرة يمكن أن يساعد في شدها، وامتصاص الزيوت والأوساخ، وقتل البكتيريا أو الفيروسات الموجودة على الجلد، وعلاج حب الشباب، والقدم الرياضي، والثآليل. والاستخدام المنتظم لزيت المورينجا يساعد في استعادة التوازن الطبيعي لرطوبة البشرة، كما يساعد في علاج الجروح وتسريع شفائها وتقليل خطر الالتهاب والندوب.

المورينجا وصحة الشعر

يساعد زيت المورينجا في التخلص من قشرة الشعر، كما أن بذور المورينجا تعزز نمو الشعر الصحي وتساعد في إصلاح بصيلات الشعر التالفة. هذه الفوائد تعود إلى غنى المورينجا بالحديد، والزنك، والأحماض الأمينية الأساسية.

المورينجا وخفض مستويات السكر في الدم

تساعد المورينجا مرضى السكري في الحفاظ على مستوى السكر في الدم بفضل احتوائها على حمض الكلوروجينيك، الذي يقلل من نسبة سكر الجلوكوز والبروتين في البول. كما أن مركب الإيزوثيوسيانات الموجود في أوراق المورينجا قد يساعد في الحماية من الإصابة بمرض السكري. وقد لوحظ في بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن مسحوق بذور المورينجا يساعد في زيادة فعالية مضادات الأكسدة وإنزيمات الكبد، والبنكرياس، والكلى، ويقلل من مستوى السكر الصائم، والسكري التراكمي.

المورينجا ودعم صحة المرأة

تساهم المورينجا في تخفيف أعراض انقطاع الطمث الدائم. ويعتقد أن أوراق المورينجا الخضراء لديها القدرة على التخفيف من أعراض سن الأمل مثل الهبات الساخنة ومشاكل النوم عند تناولها لمدة ثلاثة أشهر.

المورينجا وتعزيز الصحة الجنسية للرجال

تساهم بذور المورينجا في تعزيز الصحة الجنسية للرجال، حيث تعمل على زيادة الرغبة الجنسية لدى الذكور والإناث. وقد استخدمت تقليديًا في علاج ضعف الانتصاب.

المورينجا وصحة الأطفال

تشمل الفوائد المحتملة للمورينجا تحسين الوزن لدى الأطفال، وخاصة في حالات سوء التغذية أو عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه الفوائد.

فوائد أخرى لشجرة المورينجا

بالإضافة إلى الفوائد المذكورة، تشمل فوائد المورينجا الأخرى ما يلي:

• خفض ضغط الدم: تحتوي المورينجا على مركبات تساعد في منع زيادة سماكة الشرايين وخفض ضغط الدم.
• الحفاظ على صحة القلب: تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في المورينجا في حماية عضلة القلب وتقليل الكوليسترول الضار.
• تعزيز صحة النظر: تحتوي على مضادات أكسدة تحافظ على صحة العين وتحسنها.
• الوقاية من أمراض الكلى: قد تساعد في التخلص من حصوات الكلى.
• حماية الكبد: تحتوي على مركبات تحمي الكبد من التلف.
• منع تطور الوذمة: تساعد في منع تراكم السوائل في الأنسجة.
• الوقاية من السرطان: تحتوي على مركبات قد تمنع تطور بعض أنواع السرطان.
• تقليل خطر الإصابة بالعدوى: تمتلك خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا.
• علاج الربو: قد تساعد في تحسين وظائف الرئة وتقليل أعراض الربو.
• علاج فقر الدم: تساعد في زيادة امتصاص الحديد وزيادة عدد خلايا الدم الحمراء.

كيف يمكن استخدام المورينجا؟

يمكن تناول جميع أجزاء شجرة المورينجا، ولكن البذور وزيوتها وبودرة المورينجا هي الأكثر شيوعًا. يمكن طهي المورينجا لتقليل محتوى مركبات الفايتات التي تعيق امتصاص العناصر الغذائية. تتوفر المورينجا في الأسواق بأشكال مختلفة:

• مسحوق المورينجا: مصنوع من الأوراق المطحونة، ويمكن إضافته إلى العصائر أو اللبن.
• كبسولات المورينجا: تحتوي على بودرة الأوراق أو مستخلصها.
• شاي المورينجا: مصنوع من أوراق المورينجا المجففة.
• زيت المورينجا: مصنوع من بذور المورينجا ويستخدم في الطبخ ومستحضرات التجميل.